خبر وتعليق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عجباً لأهل الإيمان والحكمة كيف يفهمون الهوية الإسلامية!

 

 

 

الخبر:

 

يتداول كثير من أهل اليمن هذه الأيام على مواقع التواصل صوراً لزيهم الشعبي ويكتبون عليها أنها تمثل هويتهم اليمنية، وقد لاقت تلك الفكرة رواجاً بين الناس للافتخار بها وكأنها من ثوابتهم الدينية.

 

التعليق:

 

إن الهوية هي حقيقة الشيء أو حقيقة الشخص التي تميزه عن غيره، فهي ماهيته وما يوصف وما يعرف به، ويقصد بها ما اصطلح عليه عند بعض المعاصرين من كونها تعني مجموعة الأوصاف والسلوكيات التي تميز الشخص عن غيره. فقضية الهوية الإسلامية هي قضية محورية، والمشكلة تكمن في أن أكثر المسلمين مضللون اليوم ولم يعوا أن الأعداء من حولهم على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم لا هدف لهم إلا استئصال شأفة الإسلام، وطمس الهوية الإسلامية وصهرها في دائرة العالمية الأممية.

 

لقد ابتُدعت الهوية الوطنية أو القطرية لطمس هوية الإسلام التي هي الهوية الحقيقية لأهل اليمن الذين اقتُطعوا من دولة الإسلام بمخطط غربي نفذه الخائن مصطفى كمال ومن معه بالقومية الطورانية خدمةً وتنفيذاً لمخططات الغرب الكافر الاستعمارية، لذلك وجب علينا أن نجعل الهوية الإسلامية التي تميز المسلم عن غيره هي الانتماء إلى عقيدة الإسلام، فبها يعتز المسلم، وبها يوالي، وبها يعادي أو يحب أو يكره، فهي وطنه، وهي قومه، وهي أهله، فهي هوية متميزة عما عداها، حيث إنها هوية غاية في الوضوح، ولا يمكن أبداً أن تختلط أو تلتبس بغيرها من الهويات، وهي خير ضمان لحقوق الناس، حين يتعامل الحاكم مع الرعية من منطلق الإسلام فيؤدي حقوقهم ويقيم العدل فيهم، ويحفظ كرامتهم، فحين تخلينا عن هذه الهوية نزع الله من قلوب عدونا المهابة منا، وقذف في قلوبنا الوهن - حب الدنيا وكراهية الموت - وانتهى بنا الحال إلى ما نحن عليه من الضياع والهوان.

 

إن دولة الإسلام هي التي تتبنى الإسلام منهجاً للحياة ودستوراً للتشريع ونمطاً للعيش، فيحدث التوافق والانسجام بين الشعوب كما كانت بالأمس أمة من دون الناس، كما أن الهوية الإسلامية متعلقة بما بعد الحياة الدنيا لأنها موجبة لرضا الله المفضي لدخول جنته التي هي دار السعادة والتي لا يبغي أهلها عنها حولاً. لذلك وجب عليكم يا أهل اليمن أن تدركوا أن الهوية الإسلامية هي التي من أجلها خلقكم الله وأمدكم بشرعه عن طريق رسوله ﷺ لتقيموا بها مع الأمة دولة العدل والحق في أرجاء المعمورة؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لا أن تحصروا أنفسكم في سجنكم الواسع الذي اختط لكم حدودَه الغربُ الكافر المستعمر، وجعله محل فخركم واعتزازكم على حساب دينكم وعقيدتكم حرصاً منه على ردكم إلى ما كانت عليه جاهليتكم الأولى، فتأملوا قوله تعالى: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، فكفى بهذه الآيات موعظةً وعبرةً ﴿لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله القاضي – ولاية اليمن

 

آخر الإضافات